تعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة والتى تظهر عادة فى العقد الرابع من العمر ، حيث يعانى مريض الصدفية من ظهور بقع حمراء مغطاه بقشور بيضاء سميكة ، والتى تشبه قشور الأصداف ، ومنها سمى المرض بإسم " الصدفية " .
ويلاحظ أن المرض أكثر إنتشارا فى البلاد ذات الأجواء الباردة ، ولاسيما أن الأعراض كذلك تميل إلى التحسن والإختفاء تقريبا فى الأجواء المشمسة أوفى شهور الصيف الحارة .. وعموما لايزال السبب الفعلى لظهور المرض غير واضح أو معلوم ، وإن رجحت بعض الدراسات المبدأية أن المرض ذو منشأ وراثى ، يظهر عند التعرض لفترات طويلة من الضغوط والإرهاق النفسى ، بشرط وجود الجين الوراثى المسبب للمرض .
وقد أرجعت أكثر النظريات واقعية والتى تتناول بالدراسة سبب الإصابة بالمرض إلى أن الصدفية مرض مناعى ، ينشأ نتيجة لوجود خلل فى الجهاز المناعى ولاسيما على البشرة والجلد ، مع وجود إحتمالية كبيرة إلى أن قلة التعرض لضوء الشمس المباشر يسهم بصورة كبيرة فى الإصابة بالمرض .
وتبدأ الإصابة بالظهور عادة فى مناطق الرأس والظهر والأطراف ، والتى قد تنتشر لاحقا إلى أى موضع آخر بالجسم ، وغالبا لايعانى المريض من أى تفاعلات إلتهابية أو حكة فى موضع الإصابة ، لكن لوحظ أن الجلد السليم يكون أكثر حساسية عن المعتاد ، الأمر الذى قد يمهد لظهور بقع جديدة مغطاه بالقشور البيضاء السميكة التى تميز مريض الصدفية .
وتنقسم الصدفية إلى أكثر من نوع ، إذ تشمل ..
· الصدفية الدهنية : والتى تظهر فى الأماكن الدهنية بالجلد ، وتصيب عادة ذوى البشرة الدهنية الحساسة .
· الصدفية الإحمرارية : والتى تغطى غالبا سطح الجلد ككل ، وتظهر فى صورة بقع حمراء مغطاه بالقشور .
· الصدفية المفصلية : والتى ترتبط عادة بوجود إلتهاب بالمفاصل .
· الصدفية الصديدية : وتعتبر أخطر هذه الأنواع وأكثرها إيلاما ، حيث يلاحظ وجود بقع صديدية متقيحة فى مواضع الإصابة .
وحتى لحظة كتابة هذه السطور لايزال العلم عاجزا عن توفير علاج جذرى للقضاء على الصدفية صورة كاملة ونهائية ، لذا فإن الخطة العلاجية عادة ماتهدف إلى التخفيف من حدة المرض ، مع التقليل قدر الإمكان من الأعراض والمضاعفات المحتملة ، وعموما يتم عمل الآتى ..
· إستخدام دهان القطران الموضعى ، مع إستخدام جلسات الأشعة فوق البنفسجية كعلاج مساعد : وعلى الرغم من الفاعلية الكبيرة التى يحظى بها هذا العقار ، إلا أن لونه ورائحته تظل حائلا كبيرا قد يرفض بسببه قطاع عريض من المرضى الخضوع له ، ولاسيما فى حالات الإصابة التى تشمل معظم اجزاء الجسم .
· إستخدام الكورتيزون : للتخفيف قدر المستطاع من إلتهاب المفاصل ، والذى قد ينشأ كعرض مصاحب لمرض الصدفية .
· إستخدام العلاج الضوئى : والذى يظل حتى لحظة كتابة هذه السطور موضع دراسة وتطوير .